بداية الموسم..بداية العنف..
بقلم محمد بوزفور
مع انطلاق البطولة الاحترافية للنخبة لا يفهم كيف أن مجموعة من الشباب ينتقلون من مدينة الدار البيضاء نحو مدينة الرباط لحضور مباراة فريقهم، وهم يحملون أسلحة بيضاء .. أو سوداء ؟ كيف استطاعوا إخفاء تلك الأدوات داخل العربات وهم يقطعون كل تلك المسافة ؟ أم أنهم عمدوا إلى اقتنائها بالرباط ؟ هل هم فعلا ينتسبون لفضاء التشجيع ، أم هم أفراد عصابة يعتنقون عقيدة العنف و يتخفون في أزياء التشجيع -Les Maillots -؟
ماذا كان يدور في عقول هؤلاء و قد بيتوا النية مع سبق الإصرار على ارتكاب أفعال إجرامية مهما كان الثمن ،باستعمال وسائل وأدوات من شأنها أن تؤدي إلى إزهاق الأرواح ..لا قدر الله ؟
كيف كانت ستكون الأمور لو أن جماهير الجيش القاطنة بالقرب من أحياء ملعب مولاي الحسن لم تكن أغلبها قد سافرت إلى مدينة وجدة ؟
لماذا هذا الكم من المشاعر القاتمة المؤدية إلى نشر العنف بالشارع العام الى درجة القيام بسحل أحد الاسخاص بصورة همجية كما كان واضحا بمشاهد الفيديو المتداول ..
لماذا الإصرار على خلق المزيد من العدوات بين جماهير المدن المغربية ؟
لماذا يصر هؤلاء على ركوب مطية الشر لتدمير مشاعر المتعة المرتبطة بالكرة ، بل وسحق زهرة شبابهم داخل زنازن السجون ؟..
الغريب أنه في الوقت الذي تأهل فيه المغرب لكأس العالم وعرفت الكرة المغربية طفرة نوعية فيما يخص البنيات التحتية و نتائج المنتخبات الوطنية وعلى مستوى البطولة الاحترافية التي أضحت من أقوى البطولات على صعيد القارة الافريقية ، وفي الوقت الذي كانت فيه الجماهير المغربية تمني النفس بمشاهدة الفرجة من جديد فوق المستطيل الأخضر والاحتفالية داخل المدرجات ، يعود العنف ليطل برأسه البغيض تاركا الباب مشرعا على جملة من الاستفهامات المقلقة التي ينبغي أن تطرح للدفع نحو دراسة سبل المواجهة مع التحديات الأمنية والتنظيمية القادمة خصوصا تلك المرتبطة بإشكالية تنقلات المشجعين بين المدن والأخطار التي ترافقها المهددة للأمن العام .!!
بعد إفلاس منظومة التربية و انمحاء الدور الردعي الذي كانت تلعبه الأسرة ، و غياب دور للأندية والجمعيات في مجال تأطير المشجعين و معهم مجموعة من المؤسسات ، لم يعد هناك أقوى من القانون لإنزال العقوبات الزجرية دون هوادة بكل من يحاول هنا أو هناك الاضرار بالسكينة العامة بمناسبة التباري الرياضي.. وهناك أيضا الفعل الاستباقي الذي تنهض به مصالح الأمن من أجل التصدي للإجرام واستئصال شأفة الانفلات و ضمان طمأنينة الملاعب والناس ..
و سالينــا..!!