رياضة

قضاة الملاعب يرفعون درجة الاحتقان ويهددون السلم الاجتماعي 

 

حين قررت الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم، إعفاء الحكم السابق ورئيس مديرية التحكيم، يحيى حدقة من منصبه، بعد توالي احتجاجات الأندية على التحكيم، وتنامي هفوات صفارات منفلتة تزرع الفتنة في المدرجات، تبين أن التحكيم هو العلة والمعلول. وأن قضاة الملاعب يرفعون درجة الاحتقان ويهددون السلم الاجتماعي.

ولأننا شعب نسمح بزيادة أسعار المواد الاستهلاكية، ولا نسمح في ارتفاع عدد الإنذارات حين يشهرها حكم في وجه لاعبي فريقنا المفضل.

قد نفهم ونتفهم احتجاج فريق على حكم حين ينهزم، قد نعتبر غضبه عن التحكيم معقولا لأنه يتجرع مرارة الخسارة، لكن حين يحتج على حكم مباراة الفريق المنتصر والمهزوم والمتعادل فاعلم أن الأمر أصبح خارج السيطرة.

الرجاويون مزهوون بإسقاط مدير الحكام، لقد كان القرار هدية من رئيس الجامعة الملكية المغربية في عيد ميلاد الرجاء.

لم ينصفك سيدي المدير جهاز “الفار” اللئيم، بل ورط حكامك الذين كانوا يقضون أمام حضرة “الفار” أكثر مما يقضونه في خلوتهم بالمرحاض. طالبتك عشيرة الكرة بالكشف عن أسماء الحكام الذين صدرت في حقهم عقوبات تأديبية، فقلت إن الأمر سر من أسرار المديرية.

نعرف أن الحكم بشر مثلنا يصيب ويخطئ، ونعرف أنه الوحيد فوق رقعة الملعب الذي لا يشجعه أحد، فلكل فريق مناصرون بينما يخصص له حصة من الشتم والتجريح وتعبئة من الصفير.

نعرف أيها الحكم أنك الشخص الوحيد في الملعب الذي لا يملك عقدا، في الوقت الذي ينتعش اللاعبون والمدربون بعقودهم الدسمة، كل ما تملك تأمينا على الحياة، حتى وإن كنت حيا لا ترزق.

نعرف أنه كلما ضاقت نفوسنا من جور بعض الحكام وعدم قدرتهم على الصمود أمام المتحكمين في اللعبة، نرفع أكف الضراعة مطالبين بحكم أجنبي، ومراقب أجنبي ومندوب أجنبي ومخرج أجنبي، رغم أن تجاربنا مع الأجانب مجرد ذكرى حزينة.

تقبل سيدي المدير سياط الغاضبين، لقد نزعت اليوم رداء السلطة وانسحبت من حولك قواتك الاحتياطية، وأقلامك وأصواتك التي تجندت لخدمتك وباركت صفير حكامك واحتملت حماقتهم عشرة أعوام.

إذا مات الحكم انقطع عمله إلا من ثلاث: “بطاقة حمراء قانية، وفار يحتمي به، أو حكم مريد يدعو له”، هكذا قال حكم متقاعد وهو يسير خلف جثمان حكم دولي في مقبرة الغفران.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

زر الذهاب إلى الأعلى