بقلم د اسامة ال تركي
نحن نعيش الان في زمن كثر فيه الكذب وقله الأمانه حتى انطبق علينا قول الصادق الأمين صلى الله عليه وسلم عن انتشار الكذب بعد القرون الفاضلة حتي يحلف الرجل ولا يستحلف ، ويشهد الشاهد ولا يستشهد ..
لماذا كل هذا حتى انتشر هذا الوباء الذي تفشى في مجتمعاتنا وأصبح الكثير منا يتفنن في الكذب والخداع من أجل ماذا هل من اجل ارضاء الآخرين أو من أجل الحصول علي حفنه من الأموال أو من اجل ترقيه في العمل، ومن أكثر أنواع الكذب انتشاراً الكذب في المزاح حيث يظن البعض أنه يحل له الكذب إذا كان مازحاً، وهذا غير صحيح .
يجب ان يعلم الجميع بأن المؤمن لا يكذب مهما كلفه الامر .
عن عبد الله بن جراد، أنه سأل النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا نبي الله، هل يزني المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال : يا رسول الله، هل يسرق المؤمن؟ قال: قد يكون من ذلك، قال: يا نبي الله هل يكذب المؤمن؟ قال: لا،
ثم أتبعها فقال هذه الكلمة: إنما يفتري الكذب الذين لا يؤمنون.
وقد ثبت جمع من الأحاديث في الترهيب من الكذب كما في الحديث المتفق عليه: إن الكذب يهدي إلى الفجور، وإن الفجور يهدي إلى النار، وإن الرجل ليكذب حتى يكتب عند الله كذاباً.
وفي صحيح مسلم: آية المنافق ثلاث وإن صام وصلى وزعم أنه مسلم: إذا حدث كذب، وإذا وعد أخلف، وإذا اؤتمن خان.
نجد تحذيرا واضحا ونفيا قاطعا من الكذب بكل أنواعه وأشكاله، وأن الإيمان والكذب لا يجتمعان في قلب المسلم.
تخيل ان الكذب عند الحشرات غير مقبول فقد استوقفني موضوع
قرات قصة جميلة تم ذكرها العلامة ابن القيم رحمه الله في كتاب ” مفتاح دار السعادة ” عن أعجوبة خلاصتها .
انه رأى نملة تسير بجوار مكان جلوسه ، حتى دنت من جناح جرادة ، فأرادت حمله معها مرارا فلم تستطيع لثقله عليها ، فاتجهت إلى معسكرها – قرية النمل تحت الشجرة ، فما لبثت هنيهة حتى ، جاء فوج كبير وجمع غفير من النمل،
فلما دنا الفوج من المكان ، رفع ابن القيم جناح الجرادة ، فبحثوا فلم يجدوا شيئاً ، فعادوا إلى مكانهم ،
وتكرر الموقف مرة ثانية دون جدوى ،
وفي المرة الثالثة ، لم يخرج معها إلا سبعة فقط، فلما دنوا من مكان الجناح؛ رفعه ابن القيم قبل وصولهم إليه، فلم يجدوا شيئا ً، فاشتاطوا غضبا، {على ما يبدو} ؛ حتى
انقضوا عليها، فقطَّعوا رفيقتهم النملة قطعة قطعة، فبقروا بطنها ، وفصلوا رأسها عن جسدها ، وكسروا أطرافها{ولا حول ولا قوة إلا بالله} ، وبعد أن أنهوا فعلتهم، ألقى إليهم ابن القيم بالجناح، فلمَّا أبصروه ، ندموا كثيراً، وأحاطوا برفيقتهم المسكينة، وقد انتابهم حزن كبير ، ولكن ، بعد فوات الوقت”.قال ابن القيِّم
فسبحان من علَّم النمل قبح الكذب، وعقوبة الكذَّاب “.
سبحان الله انظروا، حتى الحشرات تستقبح الكذب، وتترفع عنه، وتنكر على الكذاب فعله، ﻻنها على الفطرة وفطرتها تهديها الى التحلى بالاخلاق الفاضلة والصفات الحميدة، والتخلي عن الاخلاق الرذيلة والصفات القبيحة”
” يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِينَ “.
ندعو الله ان يهدينا الي السراط المستقيم ويبعد عنا الكذب بكل أشكاله وانواعه .