تأهل مانشستر سيتي وتشيلسي إلى نهائي إسطنبول بعد أن تفوقا على ريال مدريد وباريس سان جيرمان في قمم كبيرة جداً وملتحمة بينهم.
ويتضح لنا اكتساح من الأندية الإنجليزية في هذا الدور فرأيت نضج تكتيكي كبير ومستوى وتركيز عالي والسبب يعود لبيب جوارديولا وتوخيل اللذان لعبا على نقاط الضعف لدى زيدان وبوتشيتينو وبأسلوب يكشف الدفاع والمرمى بسهولة جداً.
المدربان نفذا الضغط العالي المتقدم والعكسي بأفضل صورة ممكنة وكانا يعتمدان على التمريرات القصيرة السريعة بين اللاعبين والكرات الطولية خلف المدافعين والإستحواذ ببعض الأوقات على الكرة والتحول العكسي بتغطية المساحات سريعاً في الحالة الدفاعية مما صعب المهمة على المدرب الارجنتيني والفرنسي في ايجاد ثغرة في المنظومة الدفاعية.
دكة الفريقان صنعت الفارق ايضاً فساعدت في المداورة طوال الموسم لإيصال الفريقان بأفضل حال في الوقت الحساس من الموسم، وعندما ترى بوليسيتش وأغويرو وحكيم زياش وستيرلينج في الدكة تعلم أن هناك فارق بين الأندية الإنجليزية والأندية الكبرى الأخرى وبالتأكيد هذا يتيح للمدرب في تغيير الموازين للمباراة أو حتى تعديلها أو تأمينها في الوقت المناسب حتى يستعين بالسلاح الذي يناسبه.
على عكس الخيارات المطروحة لزيدان وبوتشيتينو لا يوجد خيارات ذو كفاءة عالية يمكن أن تصنع الفارق لذلك كنا رأينا مجاملة هازارد وراموس في التشكيلة الأساسية للريال لأن المدرب الفرنسي اعتقد أن الخبرة يُمكن أن تصنع الفارق حتى لو لم يكونا في أتم الجاهزية والخيارات الآخرى لا يمتلكوا الخبرة أو ليسوا في أتم الجاهزية مثل فالفيردي، أما بالنسبة لباريس فأستعان بإيكاردي كبديل لمبابي وفي الشوط الثاني اقحم كين ودراكسلار ولم يصنعا شيء في الملعب.
نستنتج أن تجهيز الفريق منذ بداية الموسم بالعناصر التي يحتاجها النادي واستقرار المشروع (حتى إن تغير قائده) وعدم الاستغناء عن بعض اللاعبين في منتصف الموسم والنضج التكتيكي كل هذا صنع الفارق للأندية الإنجليزية وجعلتها تتفوق على أكبر الأندية في اوروبا وتضرب موعد إنجليزي في اسطنبول هو الثاني خلال ثلاثة سنين فقط! لذلك ترفع لهم القبعة على هذا التخطيط الناجح الذي ربما يدوم لفترة طويلة إن لم تستقيظ الاندية في الدوريات الأخرى.