سياسة

مولاي أحمد أفيلال.. منتخب خارج المألوف

حتى لا يكون حكمنا عدميا تجاه منتخبين جادت بهم الفترة الانتدابية الحالية، اذ بعد انصرام سنة ونيف عن الاستحقاقات الانتخابية وخاصة الجماعية منها، برزت فئة من المنتخبين الذين أكدوا حضورهم عمليا في هذه المرحلة الانتقالية التي يعلق عليها الشعب المغربي آمالا واسعة بالنظر الى حجم تراكمات الماضي.التي ساهمت في زرع بذور التيئيس والتشكيك في صفوف فئة مجتمعية عريضة.

وحتى لا نكون من المطبلين الذين يصنعون الاحلام الوردية وينسجون المغالطات على المقاس، فنحن نقصد هنا الشرفاء والنزهاء من المنتخبين، ونسوق هنا نموذجا بارزا وساطعا من منتخبي مدينة الدارالبيضاء ، والامر يتعلق بطاقة مبتكرة وخلاقة ومبدعة، هدفها الاسمى، وغايتها المثلى، إصلاح اعطاب الماضي، واعادة الثقة المفقودة في صفوف البيضاويين اتجاه منتخبيها, والامر يتعلق هنا بمولاي أحمد أفيلال ، نائب عمدة مدينة الدارالبيضاء ورئيس الاتحاد العام للمقاولات والمهن ،وابن النقابي الكبير المرحوم عبد الرزاق أفيلال رئيس الاتحاد العام للشغالين وأحد القياديين البارزين في حزب علال الفاسي، ورمز من رموز الوفاء والمصداقية، والوطنية والالتزام، وإطار حزبي غير مألوف ورجل توافقات بامتياز.

رحيل هذا المناضل الحزبي الناذر ، خلف وراءه انجال ساروا على منوال فكره النضالي الخالص الممزوج بالوطنية والوفاء ، والامر يتعلق برشيد أفيلال نائب برلماني وشقيقه مولاي أحمد أفيلال وشقيقتهما للا فاطمة الزهراء أفيلال، مستشارة بمجلس مدينة الدارالبيضاء.

مناضلون حملوا مسؤولية الترافع على قضايا مجتمعية عريضة من مواقع انتخابية مختلفةً بصدق وأمانة ونكران الذات، تجسيدا منهم على أن الوظيفة الانتخابية هي مسؤولية ينبغي تفعيلها على النحو المتوخى والمطلوب.

وهنا سأعود، لأتحدث عن مولاي أحمد أفيلال المفوض له قطاع النظافة بمجلس مدينة الدارالبيضاء، وهو قطاع مثقل ومذيل باكراهات عديدة ويجر وراءه عدد من الاشكاليات والاعطاب ، ، اذ واجه مولاي أحمد هذه الملفات المتراكمة التي رسمت لمدينة ميتروبولية صورة سوداء، بحكمة وتبصر وتئن، وفضل الاشتغال في هدوء بعيدا عن الاضواء، لأن الامر يتعلق بمجال حساس وذي أهمية بالغة، هدفه الاول رد الاعتبار لمدينة المال والاعمال ومحو الصور القاتمة التي التصقت بها، متوخيا من وراء ذلك، دفع المدينة نحو مراتب جد متقدمة في تصنيف المدن عالميا، بعد أن تراجعت بشكل مخيف ومهول.

منتخب يميل نحو تغليب المصلحة الجماعية على المصلحة الذاتية والضيقة، وهنا أتذكر جيدا ، خلال لقاء تواصلي حزبي نظمته المفتشية الاقليمية لذات الحزب بعين السبع الحي المحمدي مؤخرا، بحضور الامين العام نزار البركة مع ساكنة المنطقة، ما قاله شقيقه رشيد أفيلال خلال كلمة بالمناسبة، حيث أشار، أن ولوجه رفقة شقيقة مولاي احمد للانتخابات كان بايعاز وإلحاح من الساكنة بعدما أعلنا فك الارتباط عن العالم الانتخابي ، لترك الفرصة للشباب والمناضلين من أبناء المنطقة، وهي إشارة قوية تحمل معاني كثيرة، ضمنها، أن التداول على المواقع الانتخابية ومناصب المسؤولية، لا ينبغي أن يبقى حكرا على نفس الاشخاص.

نحن فعلا بحاجة ملحة لنخب مبتكرة ومواطنة ومسؤولة، وتعي جيدا تحديات المرحلة وما تتطلبه من ارادة قوية وصادقة لتنزيل المفاهيم الجديدة التي تؤتث للعهد الجديد، من أجل بلورة تنمية حقيقية ومستدامة، فالاصلاح طريق شاق وطويل ويحتاج لمعاول حقيقية قادرة على ترسيخ مستلزمات الاصلاح بمفهومه الشامل، لا لنخب فاشلة وعاجزة و ذات رؤية ضيقة ومحدودة.

وحديثنا على مولاي أحمد، ليس لأجل التلميع أو التمجيد، لأن انجازاته تعرفه، لكن، من أجل إبراز أن مثل هذه الطاقات الواعدة قليلة، وأن بدونها لا يمكن أن تستقيم الحياة الانتخابية، كما لا يمكن أن نحقق انتقالا ديمقراطيا وتنمويا واعدا.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى