بقلم سعيد بلفقير
أسرع أعلى, أقوى ليخطف من سفيان فضل التألق وليكون أسرع في الركوب على الحدث وأعلى قفزا على الخيبات المضمرة, وأقوى حضورا وابتساما أمام الكاميرات.
سيجعلون سفيان شجرة, وستنتشر غابة الفشل والفساد والعربدة وراءه تمارس فن الاختفاء, سيتحدثون لأبواق الفطر الملونة عن الخطط والاستراتيجيات وسيهدون الملك إنجازا لم ينزفوا من أجله قطرة حياء واحدة, ولن يُسألوا عن الأموال التي بُددت ولا المواهب التي وُئدت ولا عن السنين الخاليات في ما أُهدرت.
سيعود سفيان متعبا وسيرهقه الزملاء بأسئلة يعرفون جوابها، وسيلاحقه أشباه الزملاء، حَمَلَةُ الإسفنج الملون يسألون عن علاقته بالطاجين والرفيسة وسيضعون صورته مع رئيس الجامعة طمعا في “دعاية” تنعش ميزانية المواقع لتزيدنا غرقا في المرق.
سفيان البقالي انتصر لنفسه وللوطن, أما الآخرون فبالنسبة لهم هو مجرد فشل يتجدد, ورم ينتشر بنظام ويزحف على الجثث النابضة بالخنوع, رؤساء جامعات نريد أن نراهم بعد الفراغ الذي حصدوه وكيف بدوا واثقين قبل رحلة اليابان الفاضحة, هل تكفي أقراص النوم لعلاج أعراض الفشل, هل تنامون, ألا تراودكم كوابيس على هيأة فتاة اسمها فاطمة الزهراء أبو فارس وغيرها، أحلام أينعت فأمرتم بقطافها بنصل الجحود الصديء, أين مسؤولو الجودو والملاكمة والمصارعة المعمرون, لم يتعبنا وجودكم بل غيابكم هو الألم بعينه .
أرجوكم أكرمونا بقرار حاسم, حضور أو غياب, حضوركم تغيب معه الإنجازات, فغيبوا, ربما تحضر مع الغير ومع الغيرة.